مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه: تحقيق التنمية المستدامة بالاستثمار والإجادة والابتكار
إن رحلة نمو مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه هي رحلة ريادة أعمال تتسم بالشجاعة والمرونة
بقلم: عبد الجبار هائل سعيد أنعم
رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه
يمر المجتمع الدولي بفترة من عدم اليقين المزمن، في ظل الضغوط العالمية المتمثلة في الصراعات وعدم الاستقرار السياسي، وانقطاع الإمدادات، وارتفاع تكلفة المعيشة، والظواهر الجوية المتطرفة الناجمة عن تغير المناخ، والتي تؤثر على السكان في جميع أنحاء العالم.
في هذه الأوقات المضطربة، يتوجب على القطاع الخاص التحرك لمعالجة التحديات الملحة لدعم المجتمعات الضعيفة؛ والابتكار والاستثمار لتعزيز مستقبل مستدام، مرن ومستقر للجميع. واستجابة لهذه الحاجة الملحة، فإننا في مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه نتحمل مسؤولية المبادرة بالتحرك السريع نحو إيجاد الحلول.
منذ تأسيسها قبل ٨٥ عامًا، استرشدت مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه بالفلسفة التي وضعها المؤسسون الأوائل وهي الإيمان بتنمية الأعمال عبر خدمة المجتمعات. إلى جانب روح المبادرة الدائمة للمجموعة، ساهمت هذه الفلسفة في تحديد الطريقة التي نتفاعل بها مع المجتمعات والعالم من حولنا، بما يضمن تحقيق تأثير اجتماعي واقتصادي إيجابي مستدام حيثما توجد أعمالنا.
يرتكز النهج الاستراتيجي لمجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه لدعم التنمية المستدامة في بيئة التشغيل على ثلاث ركائز رئيسية هي: الناس، والكوكب، الرخاء - مما يعكس الطريقة الشاملة والمتكاملة التي ننخرط ونسهم بها في العالم من حولنا.
تمكين الناس
إن رحلة نمو مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه هي رحلة ريادة أعمال تتسم بالشجاعة والمرونة، كتب فصولها الأشخاص الذين كرسوا طاقتهم ومواهبهم لدعم نجاح المجموعة، إنهم موظفونا.
بدءًا من متابعة الابتكار، وحتى تلبية احتياجات المجتمعات الضعيفة من خلال إنجازات الهندسة وتخطيط البنية التحتية، يعيش موظفونا ويتنفسون قيمنا ويضعون فلسفتنا موضع التنفيذ كل يوم.
كأكبر صاحب عمل في اليمن وأحد أفضل أرباب العمل المعتمدين في المنطقة، فإننا ندرك بشكل خاص مسؤوليتنا المتمثلة في مواصلة دعم آلاف الوظائف في أسواقنا المحلية، على الرغم من الأزمة المستمرة، خلال السنوات الأخيرة، والتي شهدت عدم انتظام صرف رواتب القطاع العام، وانخفاض القوة الشرائية بشكل كبير بسبب انخفاض قيمة الريال اليمني، وتزايد ندرة فرص العمل مع خروج العديد من الشركات من السوق اليمنية.
في خضم هذه الأزمة، فإننا نستثمر الوقت والموارد الكبيرة في رعاية المواهب، لإطلاق الإمكانات طويلة المدى للجيل القادم من اليمنيين من خلال تقدم مجموعة من برامج التعلم والتطوير في اليمن، والتي تم تصميمها خصيصًا لتلبية احتياجات موظفينا ومجتمعاتنا، ومساعدتهم على بناء المهارات التقنية لوظائف المستقبل إلى جانب المهارات الشخصية التي تمكن فرقنا من الازدهار على المستوى الشخصي والمهني، ضمن هذه البرامج:
- برنامج تأهيل: يسخر هذ البرنامج قدرات مركز التميز الإقليمي في القاهرة لتوفير فرص التعاون والعمل جنبًا إلى جنب مع الخبراء لصقل مهارات موظفينا ومعرفتهم الفنية لمدة تصل إلى ٦ أشهر.
- برنامج انطلاقة: هو برنامج مصمم خصيصًا للخريجين اليمنيين الجدد إذا يلتحق الخريجون ببرنامج تدريبي لمدة سنتين يتناوبون فيه بين مختلف قطاعات الأعمال في شركات المجموعة، مما يوفر لهم خبرة مهنية مباشرة للتقدم في حياتهم المهنية.
- جامعة السعيد في تعز: كجزء من مساهمتها في التعليم العالي، تقوم مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه أيضًا بتمويل وإدارة جامعة السعيد في تعز، والتي تشمل تخصصات التكنولوجيا والطب والهندسة وإدارة الأعمال، مما يزيد من فرص الطلاب للتوظيف.
هذا الالتزام بالتنمية المستدامة للمواهب هو جوهر استراتيجية الموظفين، داخل وخارج المجموعة، على مستوى العالم، وقد مكننا من تطوير شراكات استراتيجية مع مجموعة من المؤسسات، بما في ذلك الجامعة الأمريكية في القاهرة، لتعزيز تطوير موظفي مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه ومجتمع الأعمال الأوسع.
تهدف هذه البرامج من جانب المجموعة إلى المساهمة في تحقيق الهدف الثامن من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وهو: العمل اللائق والنمو الاقتصادي، من خلال إعداد الجيل القادم من المهنيين الشباب في جميع أنحاء العالم لمستقبل العمل وتزويدهم بالأدوات اللازمة للنجاح وإعالة أنفسهم وأسرهم.
حماية الكوكب
تبحث مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه باستمرار عن طرق لتقليل وتخفيف الأثر البيئي لعملياتها والمساهمة في الحفاظ على الموارد على مستوى العالم.
إن أحد العناصر الرئيسية لاستراتيجيتنا هو التوريد المسؤول للمواد الخام وهو ما يتحقق لدينا عبر التركيز الصارم على الامتثال والمساءلة وتطبيق قواعد السلوك الخاصة بالمجموعة، والتي تم تطويرها بالتعاون مع خبراء الامتثال وبما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية كما نواصل العمل بشكل وثيق مع شركاتنا الفرعية وموردينا وممثلينا لضمان اعتماد ممارسات تجارية مستدامة.
باعتبارها شركة رائدة في إنتاج السلع الاستهلاكية سريعة الدوران، تستخدم مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه تقنيات مبتكرة لإدارة النفايات لتقليل النفايات الناتجة عن منتجاتنا بما يساهم في تحقيق الهدف الثاني عشر من أهداف التنمية المستدامة وهو: الاستهلاك والإنتاج المسؤولان حيث تعمل وظائف البحث والتطوير في جميع أنحاء سلسلة التوريد التابعة لمجموعة هائل سعيد وشركاه لتحسين خطوط الإنتاج والعمليات بشكل مستمر لتحقيق أعمال أكثر استدامة ودائرية، مثل التخلص من المواد الزائدة وزيادة إمكانية إعادة التدوير في عبوات المنتجات.
لتقليل البصمة الكربونية لعملياتها تقوم المجموعة حاليًا بتغييرات على منشآتها بما في ذلك الاستثمار في مصادر الطاقة البديلة لتشغيل المرافق، ولأن الطاقة الشمسية أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة، لا سيما في المناطق الاستوائية كالشرق الأوسط، فإننا عملنا على تكييف ثلاثة من منشآتنا الرئيسية في اليمن وكينيا والمملكة المتحدة للاستفادة من هذا المورد المستدام، وللتكامل مع الطاقة الشمسية، نقوم أيضًا باستكشاف إمكانات الطاقة الحرارية الأرضية للحفاظ على الطاقة الأساسية في مصانعنا وتوفيرها لعمليات الإنتاج.
إلى جانب إدارة عملياتنا بعناية، اتخذنا إجراءات جريئة للمساعدة في دعم تقدم شركائنا في رحلات الاستدامة الخاصة بهم، والاستجابة لآثار تغير المناخ على نطاق أوسع ودعم المجتمعات المعرضة للمخاطر المناخية.
قمنا بتأسيس شركة حلول الكفاءة المبتكرة، وهي شركة تعمل في جميع أنحاء أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لدعم الشركاء التجاريين والصناعيين لمجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه لترشيد استخدام للطاقة، والاستثمار في توليد الطاقة المستدامة، الاستثمار في توليد الطاقة المستدامة، والإدارة المستدامة لاستهلاك المياه. وقد قامت شركة حلول الكفاءة المبتكرة بتسليم أحد أكبر عشرة مشاريع للطاقة الشمسية في المملكة المتحدة لصالح مصنع روثرهام التابع لمجموعة سيباك الذي تضمن تنفيذ ٥٠٠٠ لوح شمسي مما ساهم في تقليل ثاني أكسيد الكربون بمقدار ٦٧٠.٥٢١ كجم حتى الان.
وفي اليمن، قامت مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه ببناء بنية تحتية مرنة للمياه ومرافق لمعالجة مياه الصرف الصحي لدعم النشاط الزراعي المستدام فقد ألحقت الأحداث المناخية المتطرفة أضرارا جسيمة باقتصاد اليمن، أحد أكثر البلدان جفافا في العالم، وأدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في السنوات الأخيرة، حيث أدت الأمطار الغزيرة والفيضانات المتكررة إلى تناقص الإنتاج الزراعي، وتهديد الأمن الغذائي المحلي.
تسلط هذه الظروف الضوء على الحاجة الماسة للتحرك السريع لدعم المجتمعات المعرضة للخطر المتزايد لانعدام الأمن الغذائي في ظل عدم موثوقية الواردات والتي تعتمد عليها البلاد في ٩٠٪ من إمداداتها الغذائية. واستجابة للحاجة المتزايدة لزيادة إنتاج الغذاء المحلي لتحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة وهو: القضاء على الجوع في اليمن، استثمرت مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه في البنية التحتية بما في ذلك أنظمة المضخات التي تعمل بالطاقة الشمسية للري وأول محطة واسعة النطاق لتحلية المياه في اليمن.
وللتخفيف من أزمة المياه المباشرة في اليمن، والتي تسببت في عدم الاستقرار والصراع المحلي، استثمرت المجموعة أيضًا في مشروع نقل المياه بالشاحنات الذي أوصل ما يقرب من ملياري لتر من المياه النظيفة إلى المحتاجين، كجزء من برنامج واسع النطاق للمياه والصرف الصحي والصحة، ساعدت هذه المشاريع في دعم ما يقرب من ٢٥٠ ألف مستفيد في عام ٢٠٢٢ وحده، مما ساعد على التخفيف من الآثار العالمية لتغير المناخ في بلد لا يحصل فيه أكثر من ٥٥٪ من السكان على خدمات الصرف الصحي والمياه النظيفة الكافية.
تحقيق الازدهار
على مدار ثمانية عقود، أصبحت مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه وشركاتنا العاملة جزءًا من النسيج الاجتماعي للمجتمعات التي تعمل فيها، فهي تخدم ملايين الأسر من خلال علاماتها التجارية الموثوقة في أكثر من ٨٠ سوقًا والتي تصل للمستهلكين على السواء في الشدة والرخاء. لقد ظل رد الجميل للمجتمعات المحلية مسعًى ثابتًا طوال الوقت إيمانًا منا بأن إرثنا سيتم قياسه بمدى ما نحدثه من تأثير على حياة الناس ومدي مساهمتنا في تحقيق مستقبل مزدهر للمجتمعات التي نخدمها في جميع أنحاء العالم.
إن هذا السعي لرد الجميل قادنا إلى إنشاء مؤسستنا الخيرية، مؤسسة هائل سعيد أنعم الخيرية، وانتشار عملها الإنساني والمجتمعي على نطاق واسع، والذي وصل إلى الأفراد والمجتمعات بمشاريع تحويلية منذ إنشائها في أوائل السبعينيات، لقد قمنا منذ عام ٢٠٢٠، بزيادة إنفاقنا الخيري بنسبة تزيد عن ١٦٠٪ وفي عام ٢٠٢٢ خصصت المجموعة ميزانية بملايين الدولارات للأنشطة الخيرية في اليمن.
لطالما بادرت مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه دون تردد إلى العمل الخيري لدعم مجتمعاتها، فحينما هددت كارثة بيئية كبرى الأرواح وسبل العيش على شواطئ ساحل البحر الأحمر في اليمن مع وجود ناقلة نفط متهالكة على وشك الانفجار في أي لحظة واحتمالية تسرب ١.١مليون برميل من النفط، كنا أول من بادر من القطاع الخاص على مستوى العالم للتبرع لعملية الإنقاذ الطارئة التابعة للأمم المتحدة، وفي فبراير ٢٠٢٣، عندما ضرب زلزال مدمر سوريا وتركيا، تبرعت المجموعة بمبلغ ٥٠٠.٠٠٠ دولار أمريكي لجهود الإغاثة الطارئة. إننا نعتقد أن القطاع الخاص لديه القدرة على إحداث تغيير ملموس من خلال المساهمات الخيرية وحشد الموارد وتبادل المعرفة والتفاعل بشكل استباقي مع المستهلكين لفهم احتياجاتهم وتلبيتها.
في مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه نعتبر المساواة في الوصول إلى الخدمات المالية أساسًا ضروريًا للازدهار والتنمية الاقتصادية، ولهذا السبب أطلقت المجموعة شركة ون كاش في يناير ٢٠٢٣. مع وجود قاعدة مستخدمين تصل إلى ٣٠٠ ألف مستخدم، تتيح منصة الأموال عبر الهاتف المحمول، ون كاش، التي تركز على اليمن ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لملايين المستهلكين اليمنيين التحكم في أموالهم بسهولة وسلاسة وتدعم الشمول المالي على نطاق أوسع في المناطق الريفية مما يسهم في دعم الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة: العمل اللائق والنمو الاقتصادي.
نحن فخورون بمساهمتنا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وتأثير هذه المبادرات على حياة المستهلكين - سواء كان ذلك من خلال تحسين النتائج التعليمية والتغذوية (هدفا التنمية المستدامة الثاني والرابع) للأطفال من خلال برنامج التغذية المدرسية بالشراكة مع تتراباك، أو تطوير البنية التحتية المحلية للمياه لتوفير مصدر مستدام لمياه الشرب (الهدفان السادس والتاسع) من أهداف التنمية المستدامة بالتعاون مع من يشاركوننا الإيمان بأن نجاح الأعمال يتحقق عبر خدمة المجتمعات الضعيفة وإحداث تأثير إيجابي في العالم من حولنا.
ولضمان استدامة إرثنا في المستقبل، فإننا نستثمر في تعليم الجيل القادم (الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة: التعليم الجيد) توفر المدرسة الدولية العربية الحديثة، وهو مشروع يديره برنامج التنمية الإنسانية غير الربحي، التابع لمؤسسة هائل سعيد أنعم الخيرية، تعليمًا عالي الجودة ومجانيًا وعادلاً، بالإضافة إلى معدات التدريس، للأطفال المحرومين للغاية عبر ثلاث مدارس في اليمن وطالبي اللجوء في مدرسة في ماليزيا.
بحلول عام ٢٠٢٥، نهدف إلى إنشاء سبعة مواقع جديدة للمدرسة الدولية العربية الحديثة لخدمة ما يقرب من ٢٥٠٠ طالب. نقوم أيضًا بتمويل آلاف المنح الدراسية للطلاب اليمنيين للدراسة في جامعات محلية وعالمية المستوى، وقمنا بإنشاء برامج تدريبية للموظفين الحاليين والمحتملين بالشراكة مع الشركات العالمية الرائدة، بما في ذلك عمالقة التكنولوجيا؛ ساب و سيسكو، ومن خلال هذه البرامج، سيكتسب الشباب اليمني مهارات حيوية للتقدم في حياتهم المهنية وإطلاق العنان لإمكاناتهم.
التزام بالأثر المستدام
ومن خلال اتباع نهج طويل الأمد لتحقيق النمو المستدام، وإعطاء الأولوية للاستثمار في الابتكار المؤثر، تسعى مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه إلى تحسين حياة المجتمعات التي تخدمها كل يوم.
منذ بداياتها المتواضعة، سعت المجموعة دائمًا إلى إضفاء السعادة على حياة من تلامس أعمالنا حياتهم، من خلال العمل الشجاع واتباع نهج استراتيجي تنموي يركز على: تمكين الناس، وحماية الكوكب، وتحقيق الرخاء، مما يدعم مواصلة الجهود في رحلة نحو مستقبل أكثر استدامة للجميع.
وبينما نحن ملتزمون بهذا المسار، فإن تركيزنا على الابتكار وتحسين عملياتنا ومنتجاتنا يتواصل مع أولوية للتأثير الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي ودعم احتياجات المجتمعات التي نخدمها في جميع أنحاء العالم.