سي إن إن: توريد الإمدادات الأساسية في منطقة نزاع

سي إن إن: توريد الإمدادات الأساسية في منطقة نزاع

تأسست مجموعة هائل سعيد أنعم عام 1938 وبدأت من متجر صغير في عدن، اليمن. وازدهرت أعمال المجموعة منذ ذلك الوقت لتصبح اليوم أضخم شركة في البلد مسؤولة عن مروحة واسعة من المنتجات إلى جانب جزء كبير من البنية التحتية في اليمن.

 

ومع وقوع البلد في براثن أزمة امتدت على 6 أعوام بدون أي إشارة إلى الانحسار تلوح في الأفق، كانت مجموعة هائل سعيد أنعم قد تمرّست في كيفية الحفاظ على استمرار تدفق منتجاتها، بما في ذلك الغذاء والأدوية خلال زمن الأزمة. غير أن الجائحة زادت حدّة بعض من أكثر الظروف تحدياً في العالم لتصبح أخطر بكثير.

وبعدما وقعت على عاتق مجموعة هائل سعيد أنعم مهمة توزيع الموارد الأساسية في ظل أزمة إنسانية متأثرة بجائحة عالمية، استجابت بتحوّل رقمي هو الأكثر شمولية على الإطلاق بدأ بإمداد كابلات تحت الأرض وانتهى بالانتقال إلى سحابة مايكروسوفت.

مواجهة البنية التحتية

تركت الحرب الأهلية بصمتها على البنية التحتية في اليمن. تهدّمت الطرقات وأبراج الهاتف، ولا يمكن الاعتماد على الوصول إلى شبكة الإنترنت كما أنه ينحصر بالمدن دون سواها. ترزح مراكز البيانات تحت خطر دائم بالتحوّل إلى أضرار جانبية للأزمة التي تحيط بها.

وكانت مجموعة هائل سعيد أنعم من أبرز المستثمرين في البنية التحتية لليمن، تضخ الموارد بهدف تصليح الطرقات والحفاظ على شبكات الاتصال التي تُعد أساسية في عملية توزيع منتجات الشركة وفي حياة المقيمين هناك.

ومع وصول الفيروس إلى اليمن، بات دور الإنترنت أكثر حيوية بالنسبة إلى عمليات مجموعة هائل سعيد أنعم لا سيما مع انتقال 20,000 موظف عبر 57 شركة عاملة إلى تسيير الأعمال في العالم الافتراضي بشكل أوّلي. وفيما قد تكون هذه العملية بمنتهى السهولة في العالم الغربي، كانت أكثر تعقيداً في اليمن.

الاستثمار في العالم الرقمي

تحتاج أي شبكة اتصالات جيدة إلى بنية تحتية متينة، لذلك بدأت مجموعة هائل سعيد أنعم بالأهم: ترقية كابلات الإنترنت النحاسية إلى كابلات الألياف البصرية التي تتميّز بسرعتها.

وبموازاة ذلك، انتقلت الشركة إلى اعتماد مايكروسوفت أزور في عمليّاتها. كانت تكنولوجيا المعلومات في مجموعة هائل سعيد أنعم متواجدة في مراكز بياناتها المحلية. لكن مع انتقال الجميع إلى العمل عبر الإنترنت، برزت الحاجة إلى حل أكثر موثوقية وأماناً. وبفضل خدمة أزور، التي تتم استضافتها في الخارج، وعزلها عن النزاع، وأمان سحابة مايكروسوفت العالمية الطراز، تمكّنت الشركة من حماية بياناتها.

ساهم الانتقال إلى أزور أيضاً بدمج النظم غير المتصلة القائمة وتبديلها بإعداد متناسق بين مايكروسوفت أوفيس 365 وتيمز، الأمر الذي ركّز على التعاون عن بُعد.

ويحتاج تغيير من هذا النوع إلى تأنّ بالإدارة بما أن اللجوء إلى التكنولوجيا الجديدة يتطلّب تدريب الموظفين عليها. وقد وجدت مجموعة هائل سعيد أنعم في مايكروسوفت شريكاً يستطيع تقديم الدعم لعملية التدريب اللازمة لتحقيق الانتقال.

بناء مستقبل اليمن

حتى يومنا هذا، انتقل 60% من شركات مجموعة هائل سعيد أنعم العاملة إلى اعتماد سير أعمال مايكروسوفت، ما مكّن المجموعة من الاستمرار بتسليم الموارد الأساسية إلى ملايين اليمنيين خلال ما وصفته منظمة الأمم المتحدة بأنه «أسوأ أزمة إنسانية في العالم.»

وفي هذا السياق يشرح الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا والمعلومات في مجموعة هائل سعيد أنعم، أن الشركة تعتبر تحوّلها الرقمي أكثر من مجرد استجابة قصيرة المدى في وجه التحديات التي فرضها فيروس كورونا. إنها تضع الأسس لوقت «يحين فيه لليمن النهوض من الأزمة.»

وأضاف أنه لهذا السبب بالتحديد «استثمرت الشركة مئات الآلاف في البنية التحتية للإنترنت في اليمن [خارج نطاق شبكتها] وقدّمت الاتصال بالشبكة بتقنيات القرن الواحد والعشرين إلى مناطق لم يصلها الإنترنت سابقاً، ومهّدت بالتالي الطريق أمام التنمية الاقتصادية المحلية.»

وتلتزم مجموعة هائل سعيد أنعم بالاستمرار بالتدريب الرقمي بالشراكة مع مايكروسوفت، لكي تضخ مهارات لا تقدّر بثمن بين صفوف اليد العاملة اليمنية.

ومع تأمين الغذاء والدواء في اليمن، قد يتمكّن التحوّل الرقمي في اليمن من تأمين مستقبل البلد أيضاً.

  • تقارير صحفية